تعتبر امرأة برج الحوت من أجمل نساء العالم ! فبشرتها لامعة متألقة كالرخام ذات ملمس حريري ناعم ، ونحذرها من التعرض للشمس كثيراً ، محافظة على جلدها . ونجدها منذ طفولتها تعتني بوجهها ولذلك فهي دائمة الأهتمام بكريمات الجسم والسوائل المنظفة وأساس الماكياج الذي يحمي هذه البشرة النادرة . إنها متوسط الطول أو تميل قليلاً إلى القصر ، وتتمتع بعينين تشع منهما النظرات الناعمة الرومانسية . وعندما تجد ما يثيرها جنسياً فإن لهيب الرغبة يبدو في هاتين العينين . وسيأتي الحديث عن هذا الشق من حياتها بعد ذلك . إن شعرها غزير جميل ، سهل التمشيط ، دائم التراقص على كتفيها ، وهي تفضل أن تحيط بها وجهها في تصفيف رائع مثل هؤلاء السيدات اللاتي يظهرن في لوحات كبار الفنانين ، إنها مخلوقة صغيرة ، بديعة التكوين ، يداها ناعمتان ، تجيد طلاء أظافرها بكل عناية ، وساقاها جميلتان ولها تجاه قدميها عناية واضحة ، تتجلى في أختيار الأحذية المفتوحة ، رغبة منها في إظهار أصابعها الجميلة ونراها دائماً تختار الأحذية الزاهية ذات الطراز الحديث ولا يمكن أن نجدها تلبس حذاء لا يناسبها . ويمكننا أن نصفها بالمغامرة في مجال أختيارها لملابسها ، وقد تختار بعض صديقاتها من بنات برج الأسد لمصاحبتها عند الشراء والمشاركة في أختيار ملابسها ، ذلك لأن امرأة برج الأسد تستطيع أن تتقن فن الأختيار المناسب تماماً . وإذا ما أرتدت امرأة برج الحوت ملابسها من أجل مناسبة هامة ، فقد تظهر كأنها دمية جميلة .
إن اللمسة الرقيقة والإبتسامة الفاتنة من أهم مميزات امرأة هذا البرج . وهي من النوع الذي يعيش في الأحلام وغالباً ما تجدها أكثر جمالاً وواقعية وأشراقاً بصورة ملازمة . وربما كانت أهم مشكلاتها أنها قد تنغمس في العلاقات العاطفية الفاشلة أو أنها قد تخطيء في أختيار رجلها . ولندع الحديث في هذه الناحية إلى حينه . إن هذه المرأة شديدة الحساسية من أجل الآخرين . ولذلك فنحن نجدها - بصفة عامة - ذات طابع رقيق ، ومن السهل التعامل معها . وقد تبكي بشدة وتتأثر بعنف صادق لما أصاب شخصاً ما ! وتتعاطف معه برقة بالغة . وقد تهتم بإسعاده أيضاً . كما أنها تتأثر - في فرح - من أجل شخص آخر قد نال حظاً أو سعادة طال أنتظاره لها ، وتشاركه سعادته كما أسلفنا . وهي تعشق الحيوانات الأليفة ، وتقدم إليها الرعاية الشديدة والحنان العظيم ، وقد تجدها في الطريق حاملة أحدعل بين ذراعيها . والحقيقة أنها تحس بميل إنساني متدفق نحو هذه المخلوقات وتعتبرها مصدراً لسعادتها . إن مما يبعث على سعادتها التمتع بخضرة الريف والحدائق المزدهرة النضرة ، ولهذه المرأة قدرة خاصة على الإحساس بالأشياء قبل حدوثها ، وكثيراً ما نرى عينيها الجميلتين تتسعان من الدهشة عند سماعها عن حدث قائلة " لقد كنت احس بأن ذلك سيحدث ! " إلا أن حاستها هذه لا تستطيع أن تقدم لها شيئاً في حياتها الغرامية أو نحو رجلها الذي أختارته بنفسها !
أين تجدها ؟
إن ساقيها تصلحان لأغراض كثيرة. فبالإضاف إلى جمالها قد تستطيع العيش بهما عن طريق مزاولة الرقص ! ولعل معظم الراقصات الموهوبات من بنات برج الحوت ، وذلك لأمتيازها بالرشاقة والسرعة والحركة الجمالية الخفيفة القادرة على جذب أنظار المشاهدين . وتجتذبها المجالات الفنية كالرسم والنحت ، وتجدها ماهرة في أستعمال يديها في هذا الصدد . وقد تستطيع من خلال مواهبها الكامنة أن تكون ممثلة سينمائية ، وتراها تحس بالدور الذي يستند إليها ، إلا أنها قد يكون نجاحها أقل في عملها بالتمثيل المسرحي ، وهي لا تحب العمل في المجالات التي تتطلب منها أتخاذ قرارات خاصة ، بل تريد أن تجد كل شيء جاهزاً ومعداً لتشارك فيه بالقدر الذي يمليه عليها أحساسها بالمسئولية ، وما أقله ! إلا أنها تصل بما تكلف به إلى غايته المرجوه ، وقد تجدها تعمل بمهارة في شركات التأمين . أو شريكة في أحد المطاعم أو مضيفة ذات خبرة أو طاهية ممتازة إذ أن لها قدرة خاصة على أختيار الطعام ودقة تذوقه . ولذلك فنحن نجد أن معظم الطاهيات من نساء برج الحوت ! هذا إلى أن هذه المرأة - بهذه المناسبة - تحب السمك بجميع أنواعه ومختلف طرق إعداده ، وتعرف الأطباق التي يحبها كل شخص . وتحب أن تضيف زيت الزيتون وعصير الليمون إلى الأطباق التي تقوم بإعدادها ، وهي على ثقة بأن كل شخص سيحبها كما تحبها هي تماماً . إنها تحب الصلصات بأنواعها ، ولذلك فأنت ترى أنها ذواقة في الطعام بدرجة راقية ممتازة ، ولكن ، ترى ما هو نصيبها من حياتها الجنسية ؟
قد يصح قولنا من أحد الوجوه : إن امرأة برج الحوت لا تختص أو لا تتميز بحياة جنسية . فهي من ذلك النوع الرومانسي ، الذي يفتقر إلى التجربة الواعية . سواء في الفراش أو خارجه . إذ لا يمكن أن تصل مثل هذه التجارب إلى عظمة الخيال . وربما كانت طفولتها الأولى مليئة بقصص الضفادع التي كانت تنام على أسرّة الأميرات ، ثم تتحول في الصباح اُمراء وجهاء . إننا لا نعرف طبيعة الأميرة ، وما عساه أن يكون قد حدث بينها وبين الأمير أثناء الليل . فذلك في دائرة الغيب الذي لا تبوح به القصص ، ولا يصل إليه الخيال . فالأميرة - في القصص - تظهر كالملاك الذي لا يستطيع القيام بشيء إلا قتل التنين ، ثم يعيش بعد ذلك مع الأميرة في حياة سعيدة . إن أحلام طفولتها مليئة بصور الأمراء الذين يرتدون ملابس الفرسان اللامعة ، عندما يغضبون بلا سبب واضح ، ثم يندفعون إلى الحركات البطولية التي لا هدف لها في سبيل نساء ، فلا يستطيعون أن يصلوا إلا إلى قاعدة برجهن العاجي ، ونراهم يقطعون عنق ذلك النذل الذي تجرأ - كما تشير القصة - على أن يقترب من الأسوار .
إن كثيرات من بنات برج الحوت يصلن إلى مرحلة المراهقة ، ولم تتعد أفكارهن أرض الخيال هذه ، دون أن يكبرن عن هذا المستوى . ولعل هذا هو السبب في أنهن ينجذبن إلى الرجال الرومانسيين العطوفين ، الذين يعانون من الضعف الجنسي غالباً .
إن برج الحوت معروف برمز السمكتين ، ولذلك نجد أن امرأة هذا البرج تقع تحت نوعين ، فالأول يعاني من الضعف الجنسي ، مثل الرجل الذي تتزوجه تماماً . وعلى هذا الأساس يكون التفاهم بينهما متبادلاً . أما النوع الأخير ، فيبقى أسيراص للرومانسية والخيال . وهذا هو الذي يظل مخيفاً لها في الفراش وخارجه . وسوف نخصص دراستنا لهذا النوع الأخير .
إن الشخص الرومانسي ليس الإنسان المهذب في أحلام هذا النوع من الفتيات ، ولكنه فيالواقع قرصان جريء ، يتميز ببشرة سمراء . وعينين براقتين . وقُرْطٍ ذهبي يتدلى من أذنه ، وسيف في يده ، وحبه للجنس يسيطر على عقله . وهذه الصفات مازالت موضوع خيال بنات برج الحوت ، وينجذبن إليها . وتدل كل الشواهد على أنهن إذا غادرن أرض الخيال إلى مثل هذه الرجولة الشامخة لأصبحن يتمتعن بدم حار - أو هكذا يردن - ولنشأ بينهن وبين هؤلاء الرجال علاقات شامخة أيضاً .
ولكن النجوم تكشف عن خلاف ذلك مع الأسف ، ذلك لأنها تجد أنوثتها في عالم أكثر نضجاً وتطوراً موقعه الخيال .. إنه عالم لا يموت ، تنال فيه المرأة أحترامها ويضعها خيالها في مصاف النساء الخالدات اللائي كن يوماً أشهر العاشقات ، أو ملهمات الشعراء والرسامين والموسيقيين ، ورجالات الدول ، أما الرجال عندها فيقومون بالغزوات والفتوحات ، ويحققون النصر والشهرة والإعجاب ، ثم يعودون آخر المطاف إلى نسائهم اللائي يحتفظون لهن بالحب . وقد يبدو من ذلك أن الرجال مثل الصبية الصغار ، الذين يلهون بجنود من الخشب - أو هكذا تتخيّل حواء - على حين أن الصبية الصغار في الواقع هم الذين يطيقون تحمل العلاقة معها مهما كان زمن هذه العلاقة .
وقد تقع المرأة أسيرة وهم يوحي إليها أنه لا يوجد رجل حقيقي يرضيها على الإطلاق ، ولكنها إذا عثرت على أحد هؤلاء الرجال الحقيقيين ، الذين لا وجود لهم . فسوف تفشل مرات ومرات ثم تعود أخيراً إلى سادة الأحلام ، أو إلى الفنانين الذين قد يحتاجون إليها أو لا يحتاجون
لقد سبقت الإشارة إلى امرأة برج الجدي ، وقلنا أن لها غرائز لا تخطيء ولا تقيدها حدود . كما قلنا عن امرأة برج العقرب إن في مقدورها أن ترفع بثقافة نفسها إلى أعلى كفاءة جنسية . ولكننا مع امرأة برج الحوت نجد غياباً تاماً لمثل غرائز بنات برج الجدي ، حتى أن معظم ما تقرؤه بهذا الخصوص ، بعد غذاء ثقافياً أكثر منه أي شيء آخر .
إن ممارسة الجنس مع حواء برج الحوت قد يكون امراً سيتأهل التجربة بالنسبة إلى الشريك ، وإن كان دورها - كسيدة خالدة - سيكون صاحب السيطرة عليها . ولعلها تختلف عن نساء بقية الأبراج في الفرق بين المتعة الممنوحة ، والمتعة المكتسبة ، ذلك لأن المرأة هنا - بسبب قراءاتها -تتعلم كيف تكون ممثلة في الفراش ، وأن تكون عاشقة أيضاً . وهذا يكشف عن سر السعادة التي قد يشعر بها شركاؤها ومع ذلك تبقى إلى الأبد تعاني من الرغبات التي لا حدود لها ، طالما أنها لا تفيق من أحلام طفولتها . فكل ما تستطيع هو أن تقيم علاقات مع شركاء - أو صبية كما تراهم - تكنّ لهم شعوراص عميقاً بالإزدراء .
إن الشعور بالرضا أو الأستقرار بالنسبة لروحها وجسدها أيضاً يصرخ دائماً بنداء الرجل ، في حين أنها تخشى الرجل . والمقصود بذلك أنها لا تخشى قوته الجنسية ولكنها تخشى التحدي الذي تواجهه فيه ، عندما تضطر إلى التخلي عن أوهام الطفولة ، لتختبر قوة أنوثتها المجردة .. لا .. إن هذا صعب عليها . ولهذا فإن الصبية يبقون ، والرجال يذهبون ، أما هي فستظل تحيط نفسها بمظهر من تعيش في قلعة عالية مغلقة ، لا يمكن لرجل حقيقي أن يصل إليها